أصناف المجرمين -2-

أصناف المجرمين  -2-

والمجرمون أنواع..

" لومبروزو " يصنفهم ويتحدث عن صفاتهم الفيزيولوجية.. والنفسية..كانت  المفاهيم الجزائية بسيطة قديماً، تتلاءم مع بساطة الإجرام وعدم تنوع الجرائم وأساليب ارتكابها، ويعتبر تشريع "حمورابي" و "تشريع الفراعنة"  و "تشريع الفينيقيين" و "تشريع الرومان" من التشريعات المتطورة نسبياً، وخلال فترة العصور الوسطى لم يشهد الفكر الجزائي أي تطور، إلى أن قامت الثورة الفرنسية وقلبت كل المفاهيم والنظم والأفكار، وكان أثرها الأكبر في أوربا.

حيث ثار عدد من المفكرين منهم الفرنسيين مثل " جان جاك روسو" و "مونتيسكو" ومنهم الانكليز مثل "بنتام" ومنهم الألمان مثل "كانت" وأهمهم الايطاليون مثل "بكاريا" و " لومبروزو" وفي هذا الدفق الفكري ظهرت الكثير من المفاهيم والنظريات الجزائية كان أهمها النظرية الوضعية الايطالية وعلى رأسها "لومبروزو" حيث ركّزت هذه النظرية على المجرم وقسّمت المجرمين لخمسة أنواع:

•    المجرم المجنون : غالباً مصاب بمرض عقلي أو ذهني يفقد من خلاله الحكم على تصرفاته والقدرة على إدراك ماهية أفعاله وما تفضي إليها من نتائج، مما يقوده لارتكاب جريمته، دون أن يدرك حتى أن فعله هذا جريمة، ومثل المجرم المجنون المصابون بالصرع أو بعدم التوازن النفسي والعقلي، كالمصابين بالانفصام، ونصف المجانين..

•    المجرم المعتاد : غالباً يرتكب الفعل الجرمي أوّل الأمر نتيجة ضعف، تصحبه ظروف غير ملائمة ثم لا يلبث أن يعاود الكرّة، بعد كسر صعوبة المرة الأولى، إلى أن تصبح الجريمة من طبيعة معيشته ومصدر رزقه، هذا التكرار يكسبه تكوين ومقومات إجرامية تجعله مجرماً محترفاً .

•    المجرم بالصدفة : شخص لا تتوفر فيه الميول الإجرامية، ويعيش حياة بسيطة وعادية، إلا أن هذا الشخص  يعاني من ضعف وعدم القدرة على الصبر، فإن تعرّض لظروف قاسية وعجز عن إيجاد حلول لها، كالديون والفقر والبطالة، فنراه يرتكب الجريمة ولكن بعد تردد، وغالباً ما يراجع نفسه ويؤنبه ضميره ويشعر دائماً بالندم على ما اقترفه من فعل .

•    المجرم بالعاطفة : شخص عفيف، طاهر، صافي النفس، لكنه في الوقت نفسه سريع الانفعال، شديد الحساسية، يقدم على الفعل الإجرامي وذلك لعدّة دوافع أهمها الحب، الكره، الغضب، الغيرة، وهو شديد الندم يلوم نفسه بعد اقتراف الجريمة وغالباً ما يكفّر عن خطيئته، وقد يصل به الندم أحيانا حدّ الانتحار .

•    المجرم بالميلاد : هو الشخص الذي يولد حاملاً جملة من الصفات العضوية والفيزيولوجية والنفسية، التي تجعل منه مجرماً (( من بطن أمه ))  ومن مثال صفاته الجسدية:
•    جمجمته أكبر أو اصغر من الحجم الطبيعي
•    جبهته ضيقة ومنحدرة
•    حواجبه كثيفة
•    عيناه غائرتان
•    أنفه أفطس    •    شفاهه دقيقة
•    فكه عريض
•    أذناه عريضتان ومائلتان إلى الأمام وهي أقرب إلى أذني الشمبانزي
•    وجهه طويل وعريض
•    قد تترافق هذه الصفات مع إصبع زائد في إحدى قدميه أو يديه

أما عن صفاته الفيزيولوجية :
•    ضعيف الإحساس بالألم والحرارة والبرودة
•    قوي حاسة البصر وضعيف حاسة الشم والذوق    •    أعسر وغير منتظم الحركات
•    وجهه شاحب لا يحمر وتلتئم جراحه بسرعة ويشفى من الأمراض سريعا

وفيما يخص صفاته النفسية:
•    حاد المزاج، ميت الشعور، أناني، كسول
•    نظرته قاسية وابتسامته صفراوية    •    يؤمن بالخرافات وميال إلى الوشم
•    سريع التهور يعجز عن ضبط نفسه، لا يشعر بالخجل والحياء، غير مبالي

" لومبروزو " صاحب فكرة (( المجرم بالميلاد )) لم يشترط، طبعاً، توافر كل هذه الشروط في الشخص ليعتبر مجرم بالميلاد وإنما اكتفى بوجود خمسة صفات منها في شخص ما ليكون مجرماً بالميلاد !!

وعلى الرغم من أهمية الفكر الجزائي الايطالي ولا سيما النظرية الوضعية، إلا أن فكرة (( المجرم بالميلاد )) كان صداها أكبر من أثرها بكثير، حيث ثبت، تماماً،  عدم توافر أي صفة من هذه الصفات في معظم المجرمين، بل على العكس تبيّن أن هذه الصفات تتوافر بكثرة لدى أشخاص لم يرتكبوا أي جريمة في حياتهم... (( ولكل مجتهد نصيب )) (( كم صفة لديك من صفات لومبروزو؟ ))